كفتنى الفنانة السورية «كندة علوش» الكلام، ووصفت الهجوم السخيف والمؤذى على الفنانة دينا الشربينى، بـ«أبشع أنواع التنمر»، فهو فعل عنصرى لا إنسانى.
ومنين أجـيب نـاس لمعناة الكـلام يتـلوه، مؤلم ومحزن سيل التريقة والسخرية والاستخفاف والاستظراف على الفنانة الشابة، ورغم أن معلوماتى عن «دينا» محض اقتران اسمها بالفنان الكبير عمرو دياب، ورواج اسمها فيسبوكياً ومجتمعياً بأغنية «برج الحوت» التى ذاعت الصيف الماضى، فإن حملة التوبيخ التى صاحبت ظهورها فى افتتاح مهرجان «الجونة» تخلو من الإنسانية وتنافى الذوق والأخلاق، وتهبط بالحوار الفيسبوكى إلى درك أسفل مما هبطه قبلا.
كندة علوش
الفنانة لم ترتكب إثماً تعاقب عليه، ولم تؤذى أحدا، ولا أساءت إلى أحد، ولم تحك أنف أحد، ووقفت أمام العدسات مثل غيرها من فنانات مصر فى احتفالية فنية راقية، على ما يعاقبونها ويسلقونها بألسنة حداد، وكأنها ارتكبت معصية، وكم تدارى الملابس من ذنوب تخجل منها صاحبات الفضيلة اللاتى خرجن فى جوقة ردح لفتاة لا تدرى ماذا جنت، ولماذا هذا العقاب الجماعى الذى شارك فيه نفر من الشباب بنصيب مقيت من التريقة والسخرية المُُرة.
حملات التوسيخ التى تلطخ حوائط الفيس بوك تمرر عيشتنا، وتكدر صفو حياتنا، و«دينا» ليست أول ضحية فيسبوكية ولن تكون، فالضحايا كثر، كل إناء ينضح بما فيه، والفيس بوك ينضح بما لا يحتمل من إشانة السمعة، وتلطيخ السيرة، والاتهامات الجزافية، بلغ الأمر مبلغه بالخوض فى الأعراض، بلا ضابط أخلاقى، ولا رابط إنسانى، استخدام مفرط للحرية الفيسبوكية فى تلطيخ الجدران الوهمية بما تعف عنه النفوس الأبية.
الحملة قلبت كالعادة بعكس هدفها المسموم، ضمائر تحركت لتصد الهجوم الواعر، وتلقم الضباع فى الدغل الفيسبوكى حجارة ثقيلة، وصارت «دينا» بين شطرى الرحى، تعتصرها، تستنزفها، لا أعرف «دينا» مجدداً، ولكن ضع ابنتك، أختك، مكانها، كيف سيكون حالها، قليل ما احتجبت عن الظهور عقاباً لها على ظهور لافت بلوك لطيف فى احتفالية فنية تجمع النجوم والنجمات على بساط مصرى بدلاً من الظهورات على بسط مفروشة فى عواصم عربية للنجوم المصريين استلاباً من ظهورهم على مسرح مصرى واعد.
دينا الشربينى
ماذا جنت دينا؟ أحبت عمرو دياب، أحبها عمرو دياب، هو الحب عيب ولا حرام، هل الغيرة النسائية من معجبات الهضبة وراء هذه الحملة الرهيبة، هل اعتبرنها فازت بقلب يتمنونه، هل خطفت «عمرو» منهن فقررن أن يعاقبنها على خفقان قلبها؟ ما كل هذه القلوب، قُدّت من صخر، تحطيم دينا الشربينى لا يغير من حقيقة الأمر شيئاً، عمرو دياب أحبها أو أحبته، ما ضركن بقلبين، هل هو عقاب لعمرو دياب فى شخص دينا من ألتراس منافسين عقورين؟
يقيناًً الأمر يحتاج لتفسير، لماذا يتردى البعض فى الوحل الفيسبوكى حتى أذنيه، لماذا تحولت الحوائط الفيسبوكية إلى نشرات فضائحية، لماذا هبطت لغة الحوار الفيسبوكى إلى هذا الدرك من السفالة والضحالة وأحياناًً كثيرة من الانحطاط، دونما اعتبار لمردود هذا الوسخ على نفسية المستهدف، شخصياً، وأهله، وعائلته، ياما بيوت خربت بسبب شائعات الفيسبوك، وياما شخصيات دمرت جراء القصف الفيسبوكى، وياما على الفيس مظاليم، دينا الشربينى التى لا أعرفها ولكن أسمع عنها، لا تحزنى، الفيس بوك كاس وداير على الجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة